الروضة الشريفه

بواسطة Admin
36 الاراء
الروضة الشريفه

تعريف الروضة:

الرَّوضة في اللغة هي: 

الأرض ذاتُ الخُضْرةِ، أو البستان الحسن. (انظر: المحكم والمحيط الأعظم 8/ 245، لسان العرب 7/ 162).
ويراد بها في الاصطلاح الشرعي:

المكان الواقع بين بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- (وهو بيت عائشة -رضي الله عنها-) ومنبره الشريف، وسميت الروضة الشريفة بهذا الاسم؛ لقول النبي ﷺ: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ)) (متفق عليه).

الروضة الشريفه

الأحاديث الواردة في فضل الروضة:

1-عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)) (متفق عليه).

2-عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ)) (أخرجه الإمام أحمد في المسند، 15/ 196).

3- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَبَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ)) (أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، 3/ 269).

4- عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة))(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 2050).

معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ )):

على الصحيح من أقوال أهل العلم: أنه بالعمل الصالح فيها يحصل للعامل من الفضل الذي يوصله إلى روضات الجنة.
قال ابن حجر -رحمه الله-: “روضة من رياض الجنة أي: كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم” (فتح الباري 4/100).

قال ابن القيم -رحمه الله-: ” قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر))، ومنه قوله: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة…)) فهو روضة لأهل العلم والإيمان، لما يقوم بقلوبهم من شواهد الجنة، حتى كأنها لهم رأي عين، وإذا قعد المنافق هناك لم يكن ذلك المكان في حقه روضة من رياض الجنة” ومن هذا قوله: ((الجنة تحت ظلال السيوف)). (ينظر: مدارج السالكين لابن القيم 3 / 249- 251).

فكل مكان في الأرض فيه حلق ذكر- من صلاة ومواعظ، أو تعليم علم شرعي، فهو روضة من رياض الجنة، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر)) (رواه الترمذي).

وقال ابن بطال -رحمه الله: ” وإنما عنى ﷺ أن ذلك الموضع للمصلي فيه، والذاكر اللهَ عنده، والعامل بطاعته، كالعامل في روضة من رياض الجنة، وكذلك ما كان يُسمع فيه من النَّبي ﷺ، من الإيمان والدين، كما قال ﷺ: ((ارتعوا في رياض الجنة، قيل: ما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر)) فجعل مجالس الذكر في شرفها وفضلها بمنزلة رياض الجنة، وجعل ذاكر الله فيها كالراتع في رياض الجنة. (انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال 3/ 184).

وقيل: أن ذلك الموضع بعينه من الجنة، أو ينقل إلى الجنة.

قال القسطلاني -رحمه الله-: في قوله عليه السلام: ((روضة من رياض الجنة…))، أي: مقتطعة منها كالحجر الأسود أو تنقل إليها. (إرشاد الساري 10/336).

فهذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن لهذه البقعة فضل عظيم، ومَزِيَّة خاصة، حيث خُصَّتْ بهذا الشرف دون غيرها من بِقَاعِ المسجد النبوي، والله -سبحانه وتعالى- يختص ما يشاء من الزمان والمكان والأشخاص بالفضائل، وله في ذلك الحكمة البالغة.

الصلاة في الروضة الشريفة:

الصلاة في الروضة الشريفة أفضل من أي مكان في المسجد إلا الصلاة المكتوبة، فإنها تكون في الصف الأول، وما بعده من الصفوف التي تتقدم الروضة أفضل وذلك في حال لو كان الصف الأول خارج الروضة؛ لذا يحرص الزائرون لمسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الصلاة النافلة في الروضة الشريفة.

هل للصلاة في الروضة فضل عن غيرها من الأماكن أم ليس لها فضل؟

الجواب:

الصفوف الأمامية أَولى من الروضة بالصلاة في صلاة الفريضة، وأما النافلة فإن صلاتها في الروضة لا شك في أن لها ميزة؛ لكون الروضة في المسجد تتميز عن غيرها بهذا الوصف.

لكن على الإنسان أن لا يذهب ويزاحم ويؤذي المسلمين في سبيل الوصول إليها، أو في سبيل الصلاة فيها؛ لأن إيذاء الناس حرام، والصلاة فيها مستحبة (كتقبيل الحجر الأسود، فإنه مستحب، وإيذاء المسلمين في الوصول إليه حرام لا يجوز)، فلا يرتكب الأمر المحرم من أجل أن يصل إلى أمر مستحب. (شرح سنن أبي داود للعباد (101/ 31، بترقيم الشاملة آليا).

ولكن الواقع أن الصف الأول للصلاة المكتوبة في هذا الوقت واقع في الروضة فلا يكون للتفريق حاجة، إلا من باب بيان الحكم.
حدود الروضة:

اعتمد المؤرخون الذين أرَّخوا للمسجد النبوي الشريف، على أرجح أقوال أهل العلم أن حدود الروضة: من الشرق بيت عائشة -رضي الله عنها-، ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب القبلة، ومن الشمال الخط الموازي لنهاية بيت عائشة -رضي الله عنها-، ولذا قال الخطيب -رحمه الله-: “فعلى هذا تسامت الروضة حائط الحجرة من جهة الشمال، وإن لم تسامت المنبر، أو تأخذ المسامتة مستوية”. (انظر: خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى ص 1/509).

والرَّوضة مستطيلة، طولها من المنبر إلى الحجرة الشريفة -ثلاثة وخمسون- ذراعًا، كما ذكر السمهودي -رحمه الله- قال: “فإني ذرعت بحبل من صفحة المنبر القبلية إلى طرف الحجرة القبلية فكان -ثلاثة وخمسين- ذراعًا”(انظر: وفاء الوفاء للسمهودي 2/38).

أي: ما يعادل 26.5 متر، وقد حجب الشبك المحيط بالحجرة جزءًا منها، حيث نقص منها الرواق الواقع بين الأسطوانات اللاصقة بالشبك وجدار الحجرة الشريفة، وأصبح طولها 22مترا(انظر: مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد 20 ص 119).

وعرض الروضة الشريفة من ابتداء الحجرة إلى أسطوانة الوفود، ثلاثة أروقة، وما يوازيها من جهة الغرب، أي: إلى منتصف منصة المؤذنين الآن، وهو ما يعادل 15مترا (انظر: وفاء الوفاء للسمهودي 2/35، مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد 20 ص 119).
المساحة الإجمالية:

وتبلغ المساحة الإجمالية للروضة بناءً على ما تقدم (397.5 م2)، وهذه المساحة لجميع الروضة الشريفة بما فيها الجزء الذي حجبه الشبك المحيط بالحجرة(انظر: وفاء الوفاء للسمهودي 2/35، مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد 20 ص 119).
فتبلغ المساحة الإجمالية للروضة غير الجزء الذي حجبه الشبك المحيط بالحجرة (330م2)، ويكون طول الروضة 22م وعرضها 15م -والله تعالى أعلم.

قال السمهودي رحمه الله: “وهذا ظاهر ما عليه غالب العلماء، وعامة الناس”(انظر وفاء الوفاء للسمهودي 2/ 37).


المصدر: المركز الاعلامي للهيئة

You may also like

اترك تعليقا

جميع الحقوق محفوظة وكالة شؤون الأئمة والمؤذنين © 2024

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More