كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- التاريخي بالاحتفال بـ “يوم التأسيس” في الثاني والعشرين من فبراير من كل عام، وهو اليوم الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى في 30 من جمادى الآخرة عام 1139هـ (1727م)، وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية.
ولد الإمام محمد بن سعود – رحمه الله- في الدرعية عام 1090هـ(1679م) ونشأ وترعرع فيها، وكان مشاركاً في الأحداث أثناء عهد جده وأبيه عندما تولا الإمارة فيها، مما أكسبه خبرة كبيرة في شؤون الحكم.
وحين تولى مسؤولية الحكم بالدرعية، قام بالعمل على تأسيس الوحدة في أركانها وتأمين الاستقرار داخلها وفي محيطها من البلدات والقبائل، وحماية طريق الحج والتجارة.
كما عمل على تنظيم الأوضاع الاقتصادية للدولة، والتوسع في البناء وتنظيم أسوار الدرعية. ثم انطلقت الدولة بعد ذلك للبدء بتوحيد المناطق في نجد لتشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى الذي اكتمل في عهد أبنائه وأحفاده.
ولا شك أن وراء الاحتفال بيوم التأسيس مجموعة من الأهداف المهمة، ومنها: الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وتأكيد الارتباط الوثيق بين أبناء المملكة وقيادتها الرشيدة وذلك من خلال ربط المواطنين بتاريخهم الناصع وإبراز صمود الدولة السعودية الأولى وحروبها مع الأعداء والمتربصين بها، ثم الإصرار على استعادة الدولة بقيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود – رحمه الله- عام 1240هـ (1824م)، ثم الدولة الثالثة على يد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- مؤسس المملكة العربية السعودية.. بلاد الحرمين وقبلة الإسلام والمسلمين.. القائمة على التوحيد والمنهج الإسلامي القويم.
وقد واصل أبناء الملك المؤسس من الملوك البررة نهجه القويم في بناء وازدهار دولة العز والمجد، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الزاهر، ومعه عضده وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله-، فهنيئاً لقيادتنا الرشيدة – أيدها الله- وللشعب السعودي النبيل بيوم التأسيس، وإلى مزيد من التقدم والرخاء.